أو المملكة .. لابد أن تفكك !
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا ونبينا "محمد" وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ..
أما بعد ..
ألم يحن الوقت ؟
المملكة .. لابد أن تفكك !
عبارة بتنا نسمعها باستمرار، وهي موجهةٌ نحوك يا أختاه، نحوك تحديداً، وإن كان من سيستفيد من تحققها، هم أشباه الرجال، داخل هذه البلاد وخارجها !
عن أي مملكةٍ أتحدث ؟
وبأي لسانٍ أتكلم ؟!
ولم كنتِ أنت يا أختاه المقصودة ؟
هذا ما يريده الأعداء :
نعم يا أختي الكريمة، هذا ما يريده الأعداء، هم يريدون أن يخرجوك لتعيشي الغربة خارج مملكتك ، مملكتك الحقيقة، بيتك الذي يعتمد بعد الله على يديك الكريمتين، وجهدك المتواصل، وحديثك العذب، وحنانك الدائم ..
هم .. أعداؤك وأعداء الدين والوطن ..
هم من يردد :
ألم يحن الوقت ؟
المملكة لابد أن تتفكك !
يريدون أن يروك بلا مملكةٍ تأوين إليها، لتكوني لقمةً سائغةً لكلاب الشوارع !
لست أتحدث عنك يا أختاه كأم أو كزوجة فقط ، ولكني أتحدث عنك أيضاً كأختٍ أو ابنة، أتحدثك عنك كسيدةٍ أو فتاة ..
أتحدث عنك كلمسة حنانٍ في عالمٍ قاسي !
ما يريده الأعداء يا أختاه، أن يروك وقد تركت تلك المملكة، وخرجت عنها لتحققي رغباتهم، ليروك يا أختاه وقد قلّ قدرك ، وانخفضت قيمتك ، فأصبحت تزاحمين الرجال في ميادين ليست لك ، حتى تفقدي في سبيل ذلك ما يميزك عنه، حتى تفقدي أنوثتك وقبلها عفتك وحياءك !!
أختي الكريمة ..
لم يسبق لي أن وجهت مقالاً لك ، ولذا فأعتذر مسبقاً إن أخطأت الكتابة، أو عن أخطأت التعبير، فإنما يدفعني لكتابة هذه السطور حبي لك أختاه، ورغبتي أن تظلي في المكان الذي جعله الله لك ، وألا تتنازلي عنه تبعاً لرغبة من لا يريد لك الخير !
أختي الكريمة ..
كثيراً ما نجد الأعداء يدخلون عليك من بوابة الحرية، فيطالبون بحريتك ! وحينما تسأل عن أي حرية تتحدثون ؟ قالوا : حرية الحركة ! حرية العري ! حرية تكوين الصداقات مع ( الجنس الآخر ) !!
حرية قيادة المركبات ! حرية الخروج وقتما ترغبين ! حرية كل أمر تشائين !!
ولعلي أختي الكريمة أسأل :
عن أي حريةٍ يتحدثون ؟ هل هي حريةٍ لك ؟ أم حريةٌ لهم ليستغلوا المرأة المسلمة كيفما يشاءون ؟!
ما لي أرى إخوانهم في خارج هذه البلاد، التي تحقق لهم فيها ما أرادوا، ما لي لا أراهم يُطالبون بحرية المرأة في أن ترتدي الحجاب ؟
في أن تعمل بمعزلٍ من الرجال ؟
في أن تحظى بفرصةٍ لتكوين أسرتها ومملكتها الخاصة ؟
أليست هذه المُطالبات ــ وغيرها كثير ــ من حقوق المرأة ؟!
إذن .. الحرية المنشودة خلف شعارات الأعداء ..
حريةٌ لمن ؟
أليست حريةٌ لشهواتهم، يفرغونها أين ما أرادوا، ومتى شاءوا؟
أختي الكريمة ..
لا تلقي بالاً لأهل الشهوات والشبهات والشرور، ينما يُنادون بإلغاء حجابك وغطائك الشرعي، فأحدهم من قال يجب أن تكشف نسائنا وجوههن، حينما تمر مركباتهن أمام أي نقطة (تفتيش أمنية) !
هل هؤلاء أمثال الدياثة وانعدام الغيرة والرجولة، هل هؤلاء من يمكن أن يصغى لهم حينما يُطالبون بقيادة المرأة للسيارة ؟!
ألن تكون مطالبتهم التالية، هي بكشف أخواتنا وجوههن حتى ترى الطريق بشكلٍ جيد ؟!
أليست هذه هي أساليب الشيطان وأهل الباطل في تسهيل المنكر بتدرج الوقوع فيه ؟!
أختي الكريمة ..
كوني على يقين، أن من يدرك قيمة المُـقـيَّم، هو من يحرص على رفعه عن أيدي العابثين !
أختي الكريمة ..
أنت نجم يعلو الكواكب .. ولكل نجمٍ غلافٌ من حرارةٍ تحرق الشهب والنيازك والكواكب المتطفلة !
أنت النجم .. وغلافك هو عباءتك وحجابك .. فلا تتنازلي عنهما ..
أختي الكريمة ..
كثيراً ما نسمع أن أهل الشرور يقولون أن الإسلام يحرمك من الجمال، ويمنعك من التجمل، لكنهم كذبوا وأيم الله ..
فأنت يا أختاه مأمورةٌ بالتجمل، مأجورةٌ عليه ..
متى ما كان لمن يحق لهم ذلك ..
متى ما كان لزوجك ..
لكن حينما يكون التجمل لمن لا يحل له ذلك ..
أفترى الإسلام يأمرك بذلك ؟
هل عرفت في الإسلام تضاداً أو تناقضاً ؟
أختي الكريمة ..
كانت هذه كلمات في الخاطر، أحببت أن أقدمها لك ..
لعلها تجد عندك مكاناً ..
أُحرصك فيها على المملكة التي تملكينها ..
وأحذرك فيها من دعاة التفكك ..
وأبواق الانحلال ..
وأعتذر مجدداً أختاه إن أخطأت ..
وأسأل الله الثواب إن أصبت ..
منقوووووووووووووووووووووول للامانه