باسم سكجها
فرحنا على فوز المصريين الرائع بكأس أفريقيا ، وفرحنا على الفرحة العربية العارمة على الفوز أيضاً ، ولكنّ مشهد أهل رفح وهم يحملون الأعلام المصرية عند الحدود ، ويرددون هتافات التشجيع ، يثير فينا قدراً كبيراً من الارتياح فهؤلاء الناس هم الذين هدّد وزير خارجية مصر بتكسير أرجلهم.
ما علينا ، فالجماهير العربية تتناقض في مواقفها مع أنظمتها ، والمفارقة الرائعة التي حدثت في نهائي الكأس ، هي أنّ اللاعب المصري الجميل محمد أبو تريكة هو الذي سجّل الهدف الوحيد ، ولن تنسى ذاكرة العرب المشهد الشجاع له حين خلع فانلته بعد هدف سابق في مباراة سابقة لتظهر فانلة ثانية كُتب عليها: تضامنوا مع أهل غزّة.
هي مفارقات تظلّ تلح علينا ، ولا نريدها أن تفسد الفرحة بفوز أمّ الدنيا بالكأس ، ومنها أيضاً أنّ "أغنية جديدة" خاصة بمطربتنا العزيزة ديانا كرزون ، تتغنى بالفوز المصري ، ظلّت تتردّد على الفضائية المصرية طوال ليلة الفوز ، ولكنّ المطرب أيهاب توفيق اتّصل بالبرنامج المباشر بحضور كرزون وأعلن أنّه غنّاها قبل سنة من الآن،
ما علينا أيضاً ، فالمهمّ هو الفوز المصري العظيم ، الذي رأينا كيف تختلط فيه الرياضة بالسياسة بالفنّ ، وبالديمقراطية أيضاً حيث شاهدنا المعارضة المصرية تجالس الموالاة على طاولة مقهى واحدة وتتابع المباراة في توحّد لا يمكن متابعته تحت قبة مجلس الشعب ، ولا في الشارع بالطبع ، ولكنّ الجميع هنا يبحث عن الفرحة.
ويبقى أنّ مصر رفعت رؤوسنا ، وتستأهل فرحتنا الكبيرة ، وليس من قبيل تقليب الشجون أن نتذكّر أنّ منتخبنا الوطني الذي وعد بخير كبير يخسر بين أهله أوّل مباراة له أمام كوريا فيحبطنا ، وتلك قصّة أخرى.
عن صحيفة الدستور الاردنية
12/2/2008